|
ما كان من الممكن أن تخصص مجلة "الإحياء" ملفها لهذا العدد لمقاربة "نظام القيم وسؤال الأخلاق" دون أن تقف على أطروحتين فكريتين مرجعيتين حول الموضوع؛ الأولى للمرحوم محمد عابد الجابري من خلال مؤلفه التأسيسي الذي عده الباحثون العدول أهم ما أنتجه الفكر العربي الإسلامي المعاصر في بابه؛ "العقل الأخلاقي العربي: دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية".
|
|
|
اقرأ أيضا
|
 ألا يجوز القول: إن الليبرالية، سواء كفلسفة اقتصادية أو نسق مجتمعي، تقف مهزوزة أمام سؤال الأخلاق؛ لأنه ليس لها في مرجعيتها النظرية، ولا في تطبيقها المجتمعي ما يمكن أن يسند القيمة الأخلاقية بما هي التزام يتعالى على النفعية الفردانية؟
 لا يتردّد باحث أزهريّ معاصر، هو الشيخ محمد حسين الذهبي (توفي 1398ﻫ/1977م) المختصّ في علوم القرآن، من التصريح في سياق معالجته للتفاسير الحديثة؛ إذ يقول: "لم يترك الأوائل للأواخر كبير جهد في تفسير كتاب الله والكشف عن معانيه ومراميه... إذ أنّهم نظروا إلى القرآن باعتباره دستورهم الذي جمع بين سعادة الدنيا والآخرة...
 إلى جانب الاتجاهات المعتبرة الداعية إلى تجديد الخطاب الإسلامي، عاود الظهور اتجاه آخر يلتمس في البحث التأويلي للنص الشرعي خلاص المسألة التجديدية، ولكونه التمس في ثابت النص الشرعي مدخلاً إشكالياً، ومنطلقاً منهجياً في قراءة الواقع ومكوناته المتغيرة، إضافة إلى فهمه المتعسف للبعد التأويلي ومجاله في سبيل تطويع النصوص؛ حتى تستجيب لمتطلبات الذات والوجود
|
|
|